-
ثمن التميز غالٍ، فدائما ما يدفع الناجحون ثمنه بأغلى ما يملكون: وقتهم، وحيويتهم، وتضحياتهم الشخصية. يقضون ليالي ساهرة لا تُحصى، ويتخلون عن مجالس السهر، ويُولون أهدافهم الأولويةَ القصوى. وثمار هذا التفاني لا تُقدر بثمن. قد تكون الرحلة شاقة، لكن الوجهة تستحق كل تضحية.
-
إن السعي نحو الكمال، في أي مجالٍ كان، يستوجب تفانيًا لا يلين وجهدًا لا يكل. ولا يقتصر الأمر على مجرد قضاء الساعات، بل يتطلب سكب القلب والروح في العمل.
يقول الدكتور اقبال:
نقش ہیں سب ناتمام، خونِ جگر کے بغیر
نغمہ ہے سودائے خام، خونِ جگر کے بغیر
————
كلُّ إبداعٍ ناقصٌ ما لم يتخلله روحُ صانعه
وكلُّ لحنٍ خامدٌ ما لم يُحييه نبضُ المُلحن
إن العظمةَ لا تُمنحُ هبةً، بل تُكتسبُ بكدٍ وجهدٍ. إنه مسارٌ طويلٌ وشاقٌ، يتطلبُ منا أن نُضيءَ شموعَ عزيمتنا، وأن نُثبت أقدامنا على صخور الصبر، وأن نُواجهَ عواصف التحديات بإصرارٍ لا يلين.
إنَّ العمل الجاد هو الأساس الذي تُبنى عليه صروح العظمة. إنه التطبيق المستمر للجهد، والاستعداد لتكريس الساعات الطويلة، والالتزام بصقل المهارة. فبدون الممارسة الدؤبة والسعي الدائم، قد يفشل حتى أصحاب المواهب العظيمة في تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
الدكتور آزاد موبن، رجل أعمال هندي من ولاية كيرالا، أسّس مؤسسة أستر دي إم هيلث كير بحلم توفير رعاية صحية عالمية المستوى. واجه العديد من التحديات، بدءًا من تأمين التمويل الأولي إلى إقامة شبكة رعاية صحية قوية. لكنه بتصميم لا يلين واستراتيجيات مبتكرة، تغلب على هذه العقبات. واليوم، أصبحت شركة أستر دي إم شركة رائدة في مجال الرعاية الصحية مع وجودها في كثير من البلدان، وهي تلمس كل لحظة حياة ملايين الناس. رحلة الدكتور موبن شهادة على قوة المثابرة والسعي إلى التميز والإنجاز.
ومع ذلك، فإن العمل الجاد وحده لا يكفي. بل يجب أن يقترن بتفانٍ صادقٍ وشغفٍ يوقدُ روحنا ويدفعنا إلى الأمام. فعندما نكون حقًا شغوفين بما نفعله، نكون مستعدين لتجاوز الحدود، والتضحية بالراحة الشخصية، والتغلب على العقبات التي قد تعوقنا.
إن طريق العظمة يشبه البحر العاصف، فيه الأمواج تتلاطم والصخور تبرز، ولكن الشجعان هم من يجتازونه ليصلوا إلى بر الأمان. وفي هذه الأوقات العصيبة، تظهر صفاتنا الحقيقية. إن الذين يثابرون، ويتعلمون من أخطائهم، ويخرجون أقوى من المحن، هم الذين يحققون العظمة في نهاية المطاف.
رفض أكثر من ثلاثين ناشراً رواية ستيفن كينج الأولى قبل أن تُقبل أخيرًا وتصبح من أكثر الكتب مبيعًا.
العظمة ليست غايةً تُدرك، بل رحلةٌ مستمرة. إن النجاح غالبًا ما يكون ثمرة انتصارات صغيرة متراكمة. فلتستقبلوا النكسات كمحطات للنمو، ولا تفقدوا أبدًا بصيرتكم عن أهدافكم. تذكروا، إن العظمة الحقيقية تكمن ليس في الوصول إلى القمة، بل في الشجاعة التي تملكونها في السعي وراء أحلامكم.
لا تدع الشكوك تغزو عقلك، فإن مفتاح كنز قدراتك مضمورٌ في أعماق نفسك. كل ما عليك هو الإيمان بنفسك والعمل الجاد، وسترى نتائج مبهرة. لا تتوقف أبدًا عن الحلم. تذكر، إمكاناتك لا حدود لها، ومفتاحها بيديك.
فشل توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، آلاف المرات قبل أن يحقق نجاحه الباهر.
تقتضي العظمة التضحية. فهي تتطلب التخلي عن الملذات العاجلة من أجل الأهداف البعيدة المدى. وتعني التضحية بالراحة، ووقت الأحباب، وحتى الأحلام الشخصية. إن طريق القمة مُمهدٌ بالعمل الجاد والتفاني والرغبة في اتخاذ القرارات الصعبة. تذكر، كلما عظمت التضحية، عظمت المكافأة.
إليكم بعض من الأبيات للدكتور اقبال:
-
في رقصة الليل والنهار، يتشكل نسيج الكون، ففي كل فجر جديد تولد حياة جديدة، وفي كل غسق يوارى تراب الموت.
-
يا له من سحر! ففي كل لون، وفي كل حجر، وفي كل نغمة، وفي كل كلمة، نجد روح الفنان تتوهج، مبدعة عجائب الفن!
-
قطرة من دم الحياة، تحيل صخرة جامدة إلى قلب نابض، وحرفًا صادحًا إلى أنين شوق، أو نشيد فرح، أو أنغام نشوة.
-
كلُّ ما خلقته الأيدي ناقص، إلا بروح المبدع، والألحان بلا حياة كالأجسام بلا روح.
صهيب الندوي
[Email: Contact@Laahoot.com]
مجلة لاهوت العربية
للتواصل على وسائل التواصل الاجتماعي:
https://www.facebook.com/LaahootArabic
https://x.com/LaaHoot
https://www.youtube.com/@LaaHoot.Arabic